كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ ما اقتضته هذه ‏[‏ص 242‏]‏ الأخبار من التزام الصمت غالبي كما عرف من أدلة أخرى فاعتقاده قربة إما مطلقاً أو في بعض العبادات كصوم وحج فإطلاقه منهي عنه على خبر أبي داود لا صمات يوم إلى الليل‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ وفيه سعيد بن ميسرة قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ قال ابن حبان‏:‏ يروي الموضوعات وقال ابن عدي‏:‏ هو من ظلمة الأمة‏.‏

5161 - ‏(‏الصمد الذي لا جوف له‏)‏ يقال شيء مصمد لا جوف له وهذا قاله في تفسير قوله تعالى ‏{‏اللّه الصمد‏}‏ لما سئل عن تفسيره‏.‏

- ‏(‏طب عن بريدة‏)‏ بن الحصيب ورواه عنه أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ والديلمي‏.‏

5162 - ‏(‏الصور‏)‏ المذكور في قوله تعالى ‏{‏يوم ينفخ في الصور‏}‏ ‏(‏قرن‏)‏ أي على هيئة البوق دائرة رأسه كعرض السماوات والأرض وإسرافيل واضع فاه عليه ينظر نحو العرش أن يؤذن له حتى ‏(‏ينفخ فيه‏)‏ فإذا نفخ صعق من في السماوات ومن في الأرض أي ماتوا إلا من شاء اللّه‏.‏ قال الحليمي‏:‏ والظاهر أن الصور وإن كان الذي ينفخ فيه النفختان جميعاً فإن صيحة الإصعاق تخالف صيحة الإحياء وجاء في أخبار أن فيه ثقباُ بعدد الأرواح كلها وأنها تجتمع فيه في النفخة الثانية فيخرج منه كل روح نحو جسدها‏.‏

- ‏(‏حم د ت ك عن ابن عمرو‏)‏‏.‏

5163 - ‏(‏الصورة الرأس‏)‏ أي الصورة المحرمة ما كانت ذات رأس ‏(‏فإذا قطع الرأس فلا صورة‏)‏ فتصوير الحيوان حرام لكن إذا قطعت رأسه انتفى التحريم لأنها بدون الرأس لا تسمى صورة‏.‏

- ‏(‏الإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي لكن بيض لسنده‏.‏

5164 - ‏(‏الصوم جنة‏)‏ بضم الجيم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة وحفظ الجوارح وفي الآخرة من النار لأنه يقمع الهوى ويردع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان فإن الشبع مجلبة الآثام منقصة للإيمان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه‏"‏ فإذا ملأ بطنه انتكست بصيرته وتشوشت فكرته لما يستولي على معادن إدراكه من الأبخرة الكثيرة المتصاعدة من معدته إلى دماغه فلا يمكنه نظر صحيح ولا يتفق له رأي صالح وقد يقع في مداحض فيروغ عن الحق كما أشار إليه خبر لا تشبعوا فتطفئوا نور المعرفة من قلوبكم وغلب عليه الكسل والنعاس فيمنعه عن وظائف العبادات وقويت قوى البدن وكثرت المواد والفضول فينبعث غضبه وشهوته وتشتد مشقته لدفع ما زاد على ما يحتاجه بدنه فيوقعه ذلك في المحارم قال بعض الأعلام‏:‏ صوم العوام عن المفطرات وصوم الخواص عن الغفلات وصوم العوام جنة عن الإحراق وصوم الخواص جنة لقلوبهم عن الحجب والافتراق‏.‏

- ‏(‏ن عن معاذ‏)‏ بن جبل ورواه القضاعي في الشهاب وقال العامري في شرحه‏:‏ صحيح‏.‏

5165 - ‏(‏الصوم جنة‏)‏ بضبط ما قبله ‏(‏من عذاب اللّه‏)‏ فليس للنار عليه سبيل كما لا سبيل لها على مواضع الوضوء لأن الصوم يغمر البدن كله فهو جنة لجميعه برحمة اللّه من النار‏.‏

- ‏(‏هب عن عثمان بن أبي العاص‏)‏ وفيه سعيد الجرائري ضعفه ابن القطان‏.‏

5166 - ‏(‏الصوم جنة يستجن بها العبد من النار‏)‏ وأصل الجنة بالضم الترس شبه الصوم به لأنه يحمي الصائم عن الآفات ‏[‏ص 243‏]‏ النفسانية في الدنيا وعن العقاب في الأخرى قال القاضي‏:‏ والجنة بالضم الترس وبالكسر الجنون وبالفتح الشجر المظل وأطلقت على البستان بما فيها من الأشجار وعلى دار الثواب لما فيها من البساتين وثلاثيتها مأخوذ من الجن بمعنى الستر‏.‏

- ‏(‏طب عنه‏)‏ أي عن عثمان قال الهيثمي‏:‏ سنده حسن‏.‏

5167 - ‏(‏الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة‏)‏ أي الغنيمة التي تحصل بغير مشقة والعرب تستعمل البارد في شيء ذي راحة والبرد ضد الحرارة لأن الحرارة غالبة في بلادهم فإذا وجدوا برداً عدوه راحة وقيل الباردة الثابتة من برد لي على فلان كذا أي ثبت أو الطيبة من برد الهواء إذا طاب والأصل في وقوع البرد عبارة عن الطيب وأيضاً إن الهواء والماء لما كان طيبهما ببردهما سيما من بلاد تهامة والحجاز قيل هواء بارد وماء بارد على سبيل الاستطابة ثم كثر حتى قيل عيش بارد وغنيمة باردة ذكره الزمخشري‏.‏ قال الطيبي‏:‏ والتركيب من قلب التشبيه لأن الأصل الصوم في الشتاء كالغنيمة الباردة وفيه من المبالغة أن الأصل في التشبيه أن يلحق الناقص كالكامل كما يقال زيد كالأسد فإذا عكس وقيل الأسد يجعل الأصل كالفرع والفرع كالأصل يبلغ التشبيه إلى الدرجة القصوى في المبالغة ومعناه الصائم في الشتاء يحوز الأجر من غير أن تمسه مشقة الجوع‏.‏

- ‏(‏حم ع طب هق عن عامر بن مسعود‏)‏ بن أمية بن خلف قال البيهقي في الشعب‏:‏ قال يعقوب ليس لعامر هذا صحبة ‏(‏طس عد هب عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏عد هب عن جابر‏)‏ بن عبد اللّه قال الهيثمي‏:‏ فيه سعيد بن بشير ثقة لكنه اختلط انتهى‏.‏ وفيه الوليد بن مسلم أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ ثقة مدلس سيما في شيوخ الأوزاعي وزهير بن محمد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ فيه ضعف ما وقال البخاري‏:‏ روى عنه أيضاً أهل الشام مناكير وقال ابن معين‏:‏ ضعيف‏.‏

5168 - ‏(‏الصوم يدق‏)‏ بضم فكسر بضبط المصنف ‏(‏المصير‏)‏ أي الأمعاء أي يصيرها دقيقة والدقة ضد الغلط ‏(‏ويذبل‏)‏ بضم فسكون فكسر للموحدة بضبط المصنف ‏(‏اللحم‏)‏ أي يذهب طراوته والمراد أن الصوم يرق المصارين ويذهب نداوة اللحم ورطوبته وهذا عند الإكثار منه ‏(‏ويبعد‏)‏ بالتشديد والكسر بضبط المصنف ‏(‏من السعير‏)‏ أي جهنم ‏(‏إن للّه تعالى مائدة عليها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون‏)‏ أي المكثرون للصوم أو مطلقاً‏[‏ولعله الأرجح، بدليل قوله تعالى ‏{‏ ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين‏}‏ إذ المقصود أنهم لم يكونوا يصلون ما افترض عليهم، لا أنهم لم يكونوا يكثرون من الصلاة فيما دون الفريضة‏.‏ والله أعلم‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏طس وأبو القاسم بن بشران في أماليه عن أنس‏)‏ بن مالك قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد المجيد بن كثير الحرالي لم أجد من ترجمه‏.‏

5169 - ‏(‏الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون‏)‏ قال في الفردوس‏:‏ فسره بعض أهل العلم فقال‏:‏ الصوم والفطر والتضحية مع الجماعة ومعظم الناس‏.‏

- ‏(‏ت عن أبي هريرة‏)‏ وقال‏:‏ غريب حسن ورواه عنه أيضاً الديلمي‏.‏

5170 - ‏(‏الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان‏)‏ قال الطيبي‏:‏ المضاف محذوف أي صلاة الجمعة منتهية ‏[‏ص 244‏]‏ إلى الجمعة وصوم رمضان منتهياً إلى صوم رمضان وقوله ‏(‏مكفرات‏)‏ عن الكل و ‏(‏لما بينهن‏)‏ معمول لاسم الفاعل ولذا دخلت اللام و‏(‏إذا اجتنبت الكبائر‏)‏ شرط وجزاء دل عليه ما قبله اهـ وقال النووي‏:‏ معناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فلا تغفر لأن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا تغفر إلا صغائره ثم كل من المذكورات صالح للتكفير فإن لم يكن له صغائر كتب له حسنات ورفع له درجات‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في الطهارة ‏(‏ت‏)‏ في الصلاة لكنه لم يذكر رمضان ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

5171 - ‏(‏الصلوات الخمس كفارة لما بينهن‏)‏ من الصغائر ‏(‏ما اجتنبت الكبائر والجمعة إلى الجمعة‏)‏ أي كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر ‏(‏وزيادة ثلاثة أيام‏)‏ وذلك لأن العبد وإن توقى لا بد له من تدنيسه بالذنوب وهو تعالى قدوس لا يقربه إلا قديس طاهر فجعل أداء الفرائض تطهيراً له من أدناسه ‏{‏إن الحسنات يذهبن السيئات‏}‏ فإذا تطهر العبد بهذه الطهارة صلح لدار الطهارة وقرب القدوس‏.‏

تنبيه قال ابن بزيزة‏:‏ هنا إشكال صعب وهو أن الصغائر بنص القرآن مكفرة باجتناب الكبائر فما الذي يكفره الصلوات‏؟‏ وأجاب البلقيني بأن معنى ‏{‏إن تجتنبوا‏}‏ الموافاة على هذه الحال من الإيمان أو التكليف إلى الموت والذي في الحديث أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها أي في يومها إذا اجتنبت الكبائر في ذلك اليوم فالسؤال غير وارد وبفرض وروده فالتخلص منه أنه لا يتم اجتناب الكبائر إلا بفعل الخمس فمن لم يفعلها لم يجتنب لأن تركها من الكبائر فيتوقف التكفير على فعلها وأحوال المكلف بالنسبة لما يصدر منه من صغيرة وكبيرة خمسة‏:‏ أحدها أن لا يصدر منه شيء فهذا ترفع درجاته‏.‏ الثانية يأتي بصغائر بلا إصرار فهذا يكفر عنه جزماً‏.‏ الثالثة مثله لكن مع الإصرار فلا يكفر لأن الإصرار كبيرة‏.‏ الرابعة يأتي بكبيرة واحدة وصغائر‏.‏ الخامسة يأتي بكبائر وصغائر وفيه نظر يحتمل إذا لم يجتنب أن تكفر الصغائر فقط والأرجح لا تكفر أصلاً إذ مفهوم المخالفة إذا لم يتعين جهته لا يعمل به‏.‏

- ‏(‏حل عن أنس‏)‏‏.‏

5172 - ‏(‏الصلاة وما ملكت أيمانكم الصلاة وما ملكت أيمانكم‏)‏ نصب على الإغراء أي الزموا المحافظة على الصلاة والإحسان لما ملكت أيمانكم من الأرقاء وحث عليهما لضعف المملوك وكونه مظنة للتقصير في حقه وميل الطبع إلى الكسل وإيثار الراحة، والنفس تنفر بطبعها عن كثير من العبودية سيما إذا اتفق ذلك مع قسوة القلب وغلبة الرين والميل إلى اللذة ومخالطة أهل الغفلة فلا يكاد العبد مع ذلك يفعلها وإن فعلها بتكلف وتشتت قلب وذهول عنها وطلب لفراقها‏.‏

- ‏(‏حم ن‏)‏ في الزكاة ‏(‏ه‏)‏ في الجنائز ‏(‏حب عن أنس‏)‏ بن مالك ‏(‏حم ه عن أم سلمة‏)‏ أم المؤمنين ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

5173 - ‏(‏الصلاة‏)‏ أل فيه للجنس فيشمل الفرض والنفل أو للعهد فيختص بالفرض ‏(‏في مسجد قباء‏)‏ هو من عوالي المدينة والأشهر مده وصرفه وتذكيره وجاء ضد هذه الثلاثة ‏(‏كعمرة‏)‏ وفي رواية ابن أبي شيبة بسند صحيح ‏"‏لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إليّ من أن آتي بيت المقدس مرتين لو يعلمون ما في قباء لصرفوا إليه أكباد الإبل‏"‏ ‏[‏ص 245‏]‏ وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يزوره راكباً وماشياً قال الحافظ الزين العراقي‏:‏ فيه ندب زيارة مسجد قباء والصلاة فيه ويسنّ كونه يوم السبت لحديث ابن عمر المتفق عليه بذلك ومن حكمته أنه كان يوم السبت يتفرغ لنفسه ويشتغل بقية الجمعة من أول الأحد بمصالح الأمة ولا ينافي هذا خبر لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد لأن بين قباء والمدينة ثلاثة أميال وما قرب من المصر ليس في الذهاب إليه شد رحل‏.‏

- ‏(‏حم ت ه ك عن أسيد‏)‏ بضم الهمزة وفتح المهملة ‏(‏ابن ظهير‏)‏ وهو بضم أوله وهو ابن رافع بن عدي الأوسي الحارثي ابن عم رافع بن خديج معروف شهد الخندق وقال الحافظ العراقي‏:‏ لهما صحبة قال‏:‏ ورواته كلهم ثقات وقول ابن العربي إنه ضعيف غير جيد‏.‏

5174 - ‏(‏الصلاة في جماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة‏)‏ أي بلغ ثوابها ثواب خمسين صلاة صلاها بدون ذلك وظاهره أن الصلاة مع الانفراد في الفلاة مع الإتيان بكمالاتها يضاعف ثوابها على ثواب الصلاة الجماعة ضعفين ‏[‏وقال في شرح الحديث 5078 أن السياق يشير إلى من صلاها بجماعة في الفلاة‏.‏ دار الحديث‏]‏

وكأن وجهه أنه إذا كان في الفلاة منفرداً مع إتمام الأركان وتوفر الخشوع وغير ذلك من المكملات يحضره من الملائكة ومؤمني الجن ما لا يحصى ولم أر من قال بذلك‏.‏‏[‏وكذلك ففي صلاته بالفلاة منفردا تنتفي جميع دواعي الرياء، وذلك سبب في المضاعفة، وحيث أن الأعمال بالنيات فالمنفرد المعذور عن حضور الجماعة قد يحصل له ثواب من حضرها، من باب قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث 1937‏:‏ إن الله تعالى يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته، ما دام في وثاقه، وللمسافر أفضل ما كان يعمل في حضره‏.‏ دار الحديث‏]‏

- ‏(‏ك عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الحاكم‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

5175 - ‏(‏الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمس مئة صلاة‏)‏ قال العراقي‏:‏ ذكر هنا وفيما سبق أن الصلاة بالمسجد الحرام بمئة ألف وفي خبر الطبراني عن عمران الصلاة فيه خير من ألف صلاة وقد يؤول على أن المراد خير من مئة صلاة في مسجد المدينة فلا تعارض وفي خبر أحمد عن الأرقم الصلاة بمكة أفضل من ألف صلاة ببيت المقدس وقضيته كون الصلاة بالمسجد الحرام بألف ألف صلاة وإذا تعذر الجمع رجع للترجيح وأصح هذه الأحاديث حديث ابن الزبير وجابر وابن عمر الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة قال‏:‏ وأما الاختلاف في مسجد المدينة فأكثر الأخبار الصحيحة في أن الصلاة فيه خير من ألف صلاة وأصح طرق أحاديث الصلاة ببيت المقدس أنها بألف فالتفاوت بينه وبين مسجد المدينة بالزيادة على الألف فحسب‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي الدرداء‏)‏ قال الزين العراقي في شرح الترمذي‏:‏ إسناده حسن وقال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن اهـ‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ رواه ابن عدي عن جابر وإسناده ضعيف‏.‏

5176 - ‏(‏الصلاة في المسجد الحرام مئة ألف صلاة والصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة والصلاة في مسجد الرباطات‏)‏ جمع رباط ويجمع أيضاً على ربط بضمتين وهو اسم من رابط مرابطة من باب قاتل إذا لازم ثغر العدو والرباط الذي بيني للفقراء مولد ‏(‏ألف صلاة‏)‏‏.‏

- ‏(‏حل عن أنس‏)‏ بإسناد ضعيف‏.‏

5177 - ‏(‏الصلاة في المسجد الجامع‏)‏ أي الذي يجمع فيه الناس أي يقيمون الجمعة ‏(‏تعدل الفريضة‏)‏ أي تعدل ثواب صلاتها ‏[‏ص 246‏]‏ فيه ولم أر من أخذ بذلك من الأئمة ‏(‏حجة مبرورة‏)‏ أي مقبولة ‏(‏والنافلة كعمرة متقبلة وفضلت الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمس مئة صلاة‏)‏‏.‏

- ‏(‏طس عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال الهيثمي‏:‏ فيه نوح بن ذكوان وضعفه أبو حاتم‏.‏

5178 - ‏(‏الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه إلا المسجد الحرام وشهر رمضان‏)‏ أي صومه ‏(‏في مسجدي هذا أفضل من صوم ألف شهر رمضان فيما سواه إلا المسجد الحرام‏)‏‏.‏

تنبيه نختم هذه الأخبار بالإشارة إلى شيء من تفاضل البقاع في الشرف وأن لها تأثيراً في القلوب‏.‏ قال العارف ابن عربي‏:‏ من شرط القائم الشاهد المشاهد صاحب المقامات والمشاهدات يعلم أن للأمكنة في القلوب اللطيفة تأثيراً ولو وجد القلب في أي محل كان الوجود الأعم فوجوده بالمسجد الحرام أسنى وأتم فكما تتفاضل المنازل الروحانية تتفاضل المنازل الجسمانية وإلا فهل الدّر مثل الحجر الأصم إلا عند صاحب الحال وأما الكامل صاحب المقام فيميز بينهما كما ميز الحق بينهما فالحكيم الواصل من أعطى كل ذي حق حقه فذلك واحد عصره وصاحب وقته وفرق بين مدينة أكثر عمادها الشهوات وبين مدينة أكثر عمادها الآيات البينات ووجود القلوب في بعض المواطن أكثر من بعض أمر محسوس وكان بعض الأصفياء يترك الخلوة بالمنارة بشرقي تونس ويختلي بالرابطة التي في وسط المقابر وهي تعزى إلى الخضر ويقول أجد قلبي هناك أكثر وذلك من أجل من يعمر ذلك المحل من الملائكة أو الجن وأماكن الصالحين الأموات ومشاهدهم تنفعل لها القلوب اللطيفة ولذلك تفاضل المساجد في وجود القلب فقد تجد قلبك في مسجد أكثر منه في مسجد وذلك ليس للتراب بل لمجالسة الأتراب وهمهم ومن لا يجد الفرق في وجود قلبه بين السوق والمسجد فهو لا صاحب حال ولا مقام ولا شك كشفاً وعلماً أنه وإن طمرت الملائكة جميع الأرض مع تفاضلهم في المعارف والرتب أن أعلاهم رتبة وأعظمهم علماً ومعرفة عمرة المسجد الحرام وعلى قدر جلسائك يكون وجودك فإن همم الجلساء لها تأثير في قلب الجليس على قدر مراتبهم وقد طاف بالبيت مئة ألف نبي وأربعة وعشرون ألفاً سوى الأولياء وما منهم إلا وله همة متعلقة بالبيت وبالمسجد الحرام والبلد الحرام والإحساس بتفاضل الأماكن من أوصاف العارفين‏.‏

- ‏(‏هب عن جابر‏)‏

5179 - ‏(‏الصلاة نصف النهار‏)‏ أي عند الاستواء ‏(‏تكره‏)‏ تحريماً لا تنزيهاً على الأصح وعليهما فلا تنعقد عند الشافعية ‏(‏إلا يوم الجمعة‏)‏ فإنها لا تكره ‏(‏لأن جهنم كل يوم تسجر‏)‏ أي توقد ‏(‏إلا يوم الجمعة‏)‏ فإنها لا تسجر فلا تحرم وبه فارقت حالة الاستواء في بقية الأيام‏.‏ قال ابن سيد الناس‏:‏ من رواة هذا الخبر من تفقه على أبي قتادة فمثله لا يقال إلا بتوقيف‏.‏

- ‏(‏عد عن أبي قتادة‏)‏ ورواه عنه أيضاً الديلمي لكن بيض ولده لسنده‏.‏

5180 - ‏(‏الصلاة نور المؤمن‏)‏ أي تنور وجه صاحبها في الدنيا وتكسبه جمالاً وبهاءاً كما هو مشاهد محسوس، و ‏[‏تنور‏]‏ قلبه لأنها ‏[‏ص 247‏]‏ تشرق فيه أنوار المعارف ومكاشفات الحقائق، و ‏[‏تنور‏]‏ قبره كما قال أبو الدرداء صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبر ‏[‏وتنور له في الآخرة لقوله تعالى عن المؤمنين ‏{‏نورهم يسعى بين أيديهم‏}‏ وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث 3170‏:‏ بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة‏.‏ دار الحديث‏]‏

وتركها يظلم القلب فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت الحيرة حتى يقع تاركها في البدع والضلالات وهو لا يشعر كأعمى خرج في ظلمة وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم حتى تعلو الوجه فيصير سواداً يدركه أهل البصائر وتحصل حين ذلك الوحشة بينه وبين الناس سيما أهل الخير فيجد وحشة بينه وبينهم وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم وحرم بركة النفع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏وابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن أنس‏)‏ ورواه عنه أبو يعلى والديلمي باللفظ المزبور فلو عزاه إليهما لكان أولى قال العامري في شرح الشهاب‏:‏ صحيح‏.‏

5181 - ‏(‏الصلاة خير موضوع‏)‏ بإضافة خير إلى موضوع أي أفضل ما وضعه اللّه أي شرعه من العبادات ‏(‏فمن استطاع أن يستكثر‏)‏ منها ‏(‏فليستكثر‏)‏ لأن بها تبدو قوة الإيمان في شهود ملازمة خدمة الأركان ومن كان أقواهم إيماناً كان أكثرهم وأطولهم صلاة وقنوتاً وإيقاناً وقد جعلها اللّه فروضاً وسنناً‏.‏ كان عامر بن عبد اللّه بن قيس التابعي جعل عليه كل يوم ألف ركعة فلا ينصرف منها إلا وقد انتفخت قدماه وساقاه ثم يقول لنفسه‏:‏ يا نفس إنما أريد إكرامك غداً عند اللّه واللّه لأعملنّ بك عملاً حتى لا يأخذ الفراش منك نصيباً، وقال بعضهم‏:‏ مكث عندنا رجل ثلاثة عشر سنة يصلي كل يوم ألف ركعة حتى أقعد فكان إذا صلى العصر احتبى واستقبل القبلة ثم قال‏:‏ عجبت للخليقة كيف أرادت بك بدلاً، عجبت للخليقة كيف شاءت سواك‏.‏ ثم يسكت إلى الغروب‏.‏ وقال الداراني‏:‏ لو خيرت بين ركعتين وبين دخول الفردوس لاخترت الركعتين لأني في الفردوس بحظي وفي الركعتين بحق ربي‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه عبد المنعم بن بشير اهـ‏.‏ وظاهر كلام المصنف أنه لم يره مخرجاً لأعلى من الطبراني ولا أحق بالعزو إليه وليس كذلك فقد رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي ذر‏.‏

5182 - ‏(‏الصلاة قربان كل تقي‏)‏ أي أن الأتقياء من الناس يتقربون بها إلى اللّه أي يطلبون القرب منه بها والقربان مصدر من قرب يقرب والتقي تقي مطلق وتقي مقيد فمن اتقى اللّه في سره وعلنه وبذل جهده في فرائضه وتجنب مناهيه فهو تقي على الإطلاق وإنما يتقبل اللّه من المتقين، فصلاة هذا قربان بلا شرط والمقيد قيد عمله بالمشيئة فإن قبلت صلاته كانت قرباناً له وإلا فلا ويمكن أن يراد بقربان أن الصلاة من التقي بمنزلة الأضحية والهدى لفقدهما‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏عن عليّ‏)‏ أمير المؤمنين ورواه أبو يعلى عن جابر بلفظ الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار‏.‏

5183 - ‏(‏الصلاة خدمة اللّه في الأرض‏)‏ ومن أحب ملكاً لازم خدمته ‏[‏وهذه الخدمة عبارة عن القيام بواجبات العبودية، والله غني عن العالمين‏.‏ دار الحديث‏]‏

‏(‏فمن صلى ولم يرفع يديه فهو‏)‏ أي ذلك الفعل ‏(‏خداج‏)‏ بكسر الخاء أي فصلاته ذات نقصان ‏(‏هكذا أخبرني جبريل‏)‏ ناقلاً ‏(‏عن اللّه عز وجل إن بكل إشارة‏)‏ في الصلاة ‏(‏درجة‏)‏ أي منزلة عالية ‏(‏وحسنة‏)‏ في الجنة وقد تميزت الصلاة على غيرها من الفرائض بأمور لا تكاد تحصى ولو لم يكن إلا أخذ المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إياها عن اللّه عز وجل بلا واسطة وذلك ليلة الإسراء لكفى‏.‏

- ‏(‏فر عن ابن عباس‏)‏ وفيه أحمد بن علي بن حسنويه شيخ الحاكم قال الذهبي‏:‏ متهم بالوضع وشبابة بن سوار أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ أحمد كان داعية في الإرجاء وورقاء اليشكري لينه القطان‏.‏

‏[‏ص 248‏]‏ 5184 - ‏(‏الصلاة خلف رجل ورع مقبولة والهدية إلى رجل ورع مقبولة والجلوس مع رجل ورع من العبادة والمذاكرة معه صدقة‏)‏ أي يثاب عليها كثواب الصدقة والورع المتقي للشبهات وهو معنى قول من قال‏:‏ وهو من يدع ما لا بأس به حذراً من الوقوع فيما فيه بأس‏.‏

- ‏(‏فر عن البراء‏)‏ بن عازب وفيه عبد الصمد بن حسان قال الذهبي‏:‏ تركه أحمد بن حنبل‏.‏

5185 - ‏(‏الصلاة عماد الدين‏)‏ قال الغزالي‏:‏ فيها أسرار لأجلها كانت عماداً، منها ما فيها من التواضع بالمثول قائماً بالركوع والسجود وهي خدمة اللّه في الأرض والملوك لا تخدم بالكسل والتهاون بل بالجد والتذلل فلذلك كانت عماد الدين وعلم الإيمان يكثر بقوته ويقل بضعفه ولذا كان سعيد بن المسيب دائم الإقبال على الصلاة حتى قيل فيه لو قيل له إن جهنم لتسعر لك وحدك ما قدر على أن يزيد عمله شيئاً وكان يقول لنفسه إذا دخل الليل قومي إلى خدمة ربك يا مأوى كل شر تريدين أن تغفلي بالنهار وتنامي بالليل واللّه لأدعنك تزحفي زحف البعير فيصبح وقدماه منتفختان صلى ورضي اللّه عنه الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة‏.‏

- ‏(‏هب‏)‏ من حديث عكرمة ‏(‏عن عمر‏)‏ بن الخطاب ثم قال أعني البيهقي‏:‏ عكرمة لم يسمع من عمر قال‏:‏ وأظن عن ابن عمر اهـ‏.‏ قال الحافظ العراقي في حاشية الكشاف‏:‏ فيه ضعف وانقطاع قال الحاكم‏:‏ عكرمة لم يسمع من عمر ورواه من حديث ابن عمر ولم يقف عليه ابن الصلاح فقال في مشكل الوسيط‏:‏ إنه غير معروف اهـ‏.‏ وقول النووي في التنقيح‏:‏ حديث منكر باطل رده ابن حجر وشنع وأخرجه أيضاً الديلمي في مسند الفردوس من حديث علي‏.‏

5186 - ‏(‏الصلاة عمود الدين‏)‏ ومن ثم أيقظ المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أحب آله فاطمة وعلياً في ليلة واحدة مرتين من نومهما حتى جلس عليّ في الثانية وهو يعرك عينيه ويقول واللّه ما نصلي إلا ما كتب لنا إنما أنفسنا بيد اللّه فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فولى النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يضرب بيديه على فخذيه ويقول ما نصلي إلا ما كتب لنا ‏{‏وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً‏}‏ وكان ثابت بن أسلم يقوم الليل كله خمسين سنة فإذا جاء السحر قال‏:‏ اللهم إن كنت أعطيت أحداً أن يصلي في قبره فأعطني ذلك فلما مات وسدوا لحده وقعت لبنة فإذا هو قائم يصلي حالاً وشهد ذلك من حضر جنازته وكان يقول الصلاة خدمة اللّه في الأرض ولو كان شيء أفضل منها لما قال تعالى ‏{‏فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب‏}‏‏.‏

- ‏(‏أبو نعيم‏)‏ بضم النون وفتح المهملة ‏(‏الفضل بن دكين‏)‏ بضم المعجمة وفتح الكاف واسم دكين عمرو بن حماد التميمي الطلحي الكوفي الأحول الملائي بضم الميم الحافظ أحد الأعلام من كبار شيوخ البخاري ‏(‏في‏)‏ كتاب فضل ‏(‏الصلاة‏)‏ لم يذكر المصنف الصحابي وقال ابن حجر‏:‏ هو عن حبيب بن سليم عن بلال بن يحيى مرسلاً ورجاله ثقات وله طرق أخرى بينتها في تخريج الكشاف وتبعه المصنف في حاشية البيضاوي‏.‏

5187 - ‏(‏الصلاة عماد الدين‏)‏ أي أصله وأسه وهي أم العبادات ومعراج المؤمنين ومناجاة رب العالمين ‏(‏والجهاد سنام العمل‏)‏ أي أعلاه وأمثله كيف وفيه بذل النفس وإنفاق الأموال في رضى العليّ المتعال ‏(‏والزكاة بين ذلك‏)‏ أي رتبتها في الفضل بين الصلاة والجهاد وهذا بالنظر إلى الأصل وإلا فقد يعرض ما يصير الجهاد أفضل وأهم كما تقدم‏.‏

- ‏(‏فر‏)‏ وكذا الأصبهاني في الترغيب ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الزيلعي‏:‏ وفيه الحارث ضعيف جداً وذهل ابن الصلاح في مشكل الوسيط قال‏:‏ هذا غير صحيح ولا معروف فكأنه لم يظفر به‏.‏

‏[‏ص 249‏]‏ 5188 - ‏(‏الصلاة ميزان‏)‏ أي هي ميزان الإيمان ‏(‏فمن أوفى‏)‏ بأن حافظ عليها بواجباتها ومندوباتها ‏(‏استوفى‏)‏ ‏[‏أي أن الحديث يمثل الصلاة بالميزان، فبمقدار ما يوفي المرء الميزان ويعدل فيه بإحسان الصلاة أو الإكثار منها، فهو يستوفي ما وعد به من الفوز بالثواب والنجاة من العقاب‏.‏ دار الحديث‏]‏

ما وعد به من الفوز بدار الثواب والنجاة من أليم العقاب وبالصلاة يوزن إيمان الإنسان لأنها محل مناجاة الرحمن لا واسطة فيها بين المصلي وربه وبها تظهر أثر المحبة لأنه لا شيء ألذ عند المحب من الخلوة بمحبوبه ليفوز بمطلوبه‏.‏